قوله: {فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا...} الآية. صورة لأصحاب العقيدة في كل زمان ومكان
ولما كانت أعمال الخير متفاوتة الدرجات ذكر الله تبارك وتعالى هنا صورة مشرقة من أعمال الخير وجعلها تبارك وتعالى في الذروة من العمل الصالح المُسْتَجْلَبِ لرضوان الله عز وجل، ووعد أهلها بتكفير سيئاتهم، وإدخالهم جنات تجري من تحتها الأنهار حيث قال عز وجل هنا: {فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ} [آل عمران: 195]، وهذه الصفات يدخل فيها المهاجرون إلى الحبشة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمهاجرون من مكة إلى المدينة، ويدخل فيها كذلك سائر من يهاجر من دار الكفر إل دار الإسلام إلى يوم القيامة، وكذلك كلّ من أُخرجوا من ديارهم بسبب استمساكهم بدين الإسلام إلى يوم القيامة، وكذلك كل من أُذي في سبيل الله، وجاهد أعداء الله، وفاز بالشهادة في سبيل الله.
تهذيب التفسير وتجريد التأويل: 3/161-162
-
2024-06-25 توحيد الربوبية وضلال الكفار
-
2024-06-25 بداية دخول الشرك على البشرية
-
2024-06-25 بيان ضلال نظريات فرويد
التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق