من ميزات النظام الإسلامي: حفظ أموال اليتامى وهي تحت يد الوصي

وقوله تبارك تعالى: {فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ} [النساء: 6]، أي: فإذا أعطيتم يا معشر ولاة اليتامى أموال الذين بلغوا من اليتامى النكاح وبعد إيناس الرشد منهم وسلّمتوهم أموالهم بالفعل فأشهدوا عليهم باستيفائهم ذلك منكم، وأنكم قد برئتم من عهدة أموالهم التي كانت تحت أيديكم لهم. وبهذا النظام الدقيق المحكم في حفظ أموال اليتامى وهي تحت يد الوصي، وفي صيانتها فلا تسلَّم لليتيم إلا بعد بلوغ النكاح وإيناس رشده وفي التنبيه على الإشهاد عند الاستيفاء، وأن الوصي قد برئت ذمته، مع الوصايا السابقة المحكمة المتقنة برعاية حقوق اليتامى وحقوق النساء في هذا المقام الكريم من سورة النساء، مع ما سيجيء من التشريعات السامية والأنظمة الدقيقة البديعة التي ترسم للإنسانية أكرم المناهج وأحكم الأنظمة، قد سمت شريعة الإسلام فوق كل تشريع، وارتفعت على كل نظام، ومن أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون.

تهذيب التفسير وتجريد التأويل: 3/196