من أبرز ما امتازت به الشريعة الإسلامية: أن جعلت الإنسان رقيباً على نفسه في تطبيق شرع الله

2020-06-24
من أبرز ما امتازت به الشريعة الإسلامية: أن جعلت الإنسان رقيباً على نفسه في تطبيق شرع الله
الفائدة السادسة والعشرون من لطائف قرآنية من تفسير سورة النساء من كتاب تجريد التأويل لفضيلة الشيخ عبد القادر شيبة الحمد والتي تدور حول أن من أبرز ما امتازت به الشريعة الإسلامية: أن جعلت الإنسان رقيباً على نفسه في تطبيق شرع الله.

وقوله عز وجل: {وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا} [النساء: 6]، دليل على ما امتازت به الشرائع السماوية عن الأنظمة الأرضية، إذ أن من أبرز الفروق بين التشريعات السماوية وبين الأنظمة الوضعية أن الشريعة لا تقتصر على مجرد وضع النظام الرشيد السّديد بل تعمل على تربية النفس على الخوف من الله عز وجل، وأن من يخالف تشريع الله يتعرّض لسخط الله ومقته وغضبه، فيكون الإنسان رقيباً على نفسه في تطبيق شرع الله، بخلاف الأنظمة الوضعية فإنها لا تلتفت إلى ذلك ولا تقدر عليه، فلو فُرِضَ أن المسلم كان في صحراء خاليةٍ، بعيداً عن أعين الناس، ورأى إحدى المغريات المحرمة عليه، فإنه لا يعتبر نفسه خالياً، لعلمه أن عين الرقيب الحسيب تراقب حركاته وسكناته.

كما قال الشاعر:

إذا ما خلوت الدهر يوماً فلا تقل     خلوتُ ولكن قل: عليَّ رقيبُ.

ففي تذييل هذه الآية الكريمة المشتملة على هذه التشريعات الرشيدة السديدة بقوله تعالى: {وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا}، لفت انتباه إلى هذه الحقيقة.

تهذيب التفسير وتجريد التأويل: 3/196-197

التصنيفات

التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق