التأكيد على الأوصياء بالحرص الشديد على مصالح اليتامى ورعايتهم
وقوله تبارك وتعالى: {وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا} [النساء: 9]، هذا تحذير وتحويف لولاة اليتامى وأمرٌ لهم بالحرص الشديد على مصالح اليتامى ورعايتهم في أموالهم وأبدانهم وأخلاقهم وسلوكهم، وأن يكونوا لهم كما يكون الأب الرحيم لولده البارِّ، ويُنَبِّهُهُم إلى أنه كما يدينُ الإنسان يدانُ، فليضعوا نصب أعينهم صورة يتخيّلون فيها أنهم في سياقة الموت، وأنهم يخلفون وراءهم ذرية صغارا عاجزين، فهل يرضون أن يقوم الأوصياء على ذريتهم الصغار الضعاف بالإساءة إليهم والتقصير في رعايتهم وأكل أموالهم إسرافاً وبداراً أن يكبروا؟ وما دام لا يرضى أحد لنفسه بذلك فلا يجوز له أن يرضى لأيتام غيره الذين هم تحت ولايته بذلك، بل عليه أن يعاملهم كما يحب أن تُعَامَلُ ذريته الضعاف من بعده، فليتق الله عز وجل في أيتام غيره الذين جعلهم الله عز وجل تحت ولايته وليحسن إليهم في تربيتهم وتعليمهم ومراعاة حسن سيرتهم وسلوكهم، وليحافظ على سلامة أموالهم وأبدانهم وأن يرعاهم كما يرعى أبناءه وذريته، وأن يعدل فيهم بالفعل والقول السديد الرشيد.
تهذيب التفسير وتجريد التأويل: 3/200-201
-
2024-06-25 توحيد الربوبية وضلال الكفار
-
2024-06-25 بداية دخول الشرك على البشرية
-
2024-06-25 بيان ضلال نظريات فرويد
التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق