من أدلة مذهب أهل السنة في أن جميع المعاصي تحت مشيئة الله

2020-06-24
من أدلة مذهب أهل السنة في أن جميع المعاصي تحت مشيئة الله
الفائدة التسعون من لطائف قرآنية من تفسير سورة النساء من كتاب تجريد التأويل لفضيلة الشيخ عبد القادر شيبة الحمد والتي تدور حول أن من أدلة مذهب أهل السنة في أن جميع المعاصي تحت مشيئة الله.

وقوله عز وجل: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء: 48]، دليل قطعي الدلالة لصحة مذهب أهل السنة والجماعة في أن جميع المعاصي تحت مشيئة الله؛ إن شاء عذَّب عليها وإن شاء غفر لصاحبها حتى لو مات ولم يتب منها، إلا الشرك بالله سواء كان شركاً أصغر أو كان شركاً أكبر، فإنَّ من مات على الشرك لا يغفر الله له أبداً ولا بد من تعذيبه بنار جهنم، إلا أن الشرك الأكبر يخلَّد صاحبه في النار بخلاف الشرك الأصغر؛ فإن صاحبه لا يخلَّد في النار.

فقد روى البخاري ومسلم من طريق أبي الأسود الدِّيليِّ أن أبا ذر حدَّثه، قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وعليه ثوب أبيض، وهو نائم، ثم أتيته وقد استيقظ، فقال: (ما من عبد قال: لا إله إلا الله، ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة)، قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: (وإن زنى وإن سرق)، قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: (وإن زنى وإن سرق)، قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: (وإن زنى وإن سرق على رغم أنف أبي ذر)، وكان أبو ذر إذا حدث بهذا قال: وإن رغم أنف أبي ذر.

فمن حقق التوحيد وارتكب كبيرة من الكبائر، فإن تاب منها تاب الله عليه، وإن أُخِذَ بها في الدنيا كان كفارة له، وإن مات ولم يتب منها فأمره إلى الله إن شاء عذبه وإن شاء عفا عنه.

تهذيب التفسير وتجريد التأويل: 3/301-302

التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق