قصر الصلاة لا يشترط فيه خوف فتنة الذين كفروا
وقوله تعالى: {إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا} [النساء: 101]، أي: إن خشيتم أن ينالكم الكفار بمكروه، وهذا الشرط لبيان الواقع عند نزول الآية، وهو ما كان يتعرض له المسلمون من أذى المشركين إذ كان غالب أسفار المسلمين مخوفة، حيث كان المشركون حرباً للإسلام وأهله، والقاعدة عند الأصوليين أن الشرط إذا كان لبيان الواقع أو خرج مخرج الغالب فإنه لا مفهوم له، وعلى هذا فإن قصر الصلاة لا يشترط فيه خوف فتنة الذين كفروا، ولذلك روى مسلم في صحيحه من طريق يعلى بن امية قال: قلت لعمر بن الخطاب: {فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنَّ الْكَافِرِينَ} فقد أمن الناس، فقال: عجبت مما عجبت منه، فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فقال: (صدقةٌ تصدق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته).
تهذيب التفسير وتجريد التأويل: 3/402
-
2024-06-25 توحيد الربوبية وضلال الكفار
-
2024-06-25 بداية دخول الشرك على البشرية
-
2024-06-25 بيان ضلال نظريات فرويد
التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق