صلاة الخوف مشروعة إلى يوم القيامة
ومعنى قوله عز وجل: {وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ} [النساء: 102]، أي: وإذا كنت يا محمد حاضراً في أصحابك وشهدت معهم القتال فردت أن تقيم بهم الصلاة وتؤديها معهم، وهذا الأسلوب نظير قوله عز وجل: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ} [الطلاق: 1]، ونظير قوله عز وجل: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ} [التوبة: 103]، وقد فهم منها جميع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وجوب أخذ الزكاة من أصحابها بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقاتل أبو بكر رضي الله عنه ومعه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من مَنَعَ الزكاة مُدعياً أن المأمور بأخذها في الآية هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنه هو الذي يصلي عليهم فإذا مات رسول الله صلى الله عليه وسلم انقطع وجوب الزكاة.
فبين أبو بكر رضي الله عنه أنه مخطئون ووافقه على ذلك جميع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولذلك ذهب عامة أهل العلماء إلى أن صلاة الخوف مشروعة إلى يوم القيامة. ولا عبرة بشذوذ من شذ وادعى أنها كانت خاصة برسول الله صلى الله عليه وسلم.
تهذيب التفسير وتجريد التأويل: 3/403
-
2024-06-25 توحيد الربوبية وضلال الكفار
-
2024-06-25 بداية دخول الشرك على البشرية
-
2024-06-25 بيان ضلال نظريات فرويد
التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق