حال المنافقين التردد بين الكفر والإيمان
وقوله تبارك وتعالى: {يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا (142) مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ} [النساء: 142-143]، كشفٌ لخبث بواطنهم وفساد سرائرهم وانحراف طوياتهم وكفرهم بالله واليوم الآخر وحيرتهم في سلوكهم، وانغماسهم في الشك والتردد والتذبذب، فهم إن حضروا الصلاة أو عملوا شيئاً من المعرو فعلوا ذلك رياء وسمعة لا رغبة فيما عند الله، ولا يكاد يخطر على بالهم ذكر الله وهم ليسوا مع المؤمنين ظاهراً وباطناً، ولا مع الكفار ظاهراً وباطنا، بل ظواهرهم مع المؤمنين وبواطنهم مع الكافرين، وهم أشبه شيء بالشاة العائرة بين الغنمين أي المتحيرة المترددة، لا تدري أي الغنيمين تتبع فهي تكر في هذه مرة وفي هذه مرة لا تستقر على حال، كما وصفهم بذلك أفصح الخلق الذي أوتي جوامع الكلم محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد روى مسلم في صحيحه من حديث ابن عمر رضي الله عنهما عم النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مثل المنافق كمثل الشاة العائرة بين الغنمين تعير إلى هذه مرة وإلى هذه مرة).
تهذيب التفسير وتجريد التأويل: 4/34
-
2024-06-25 توحيد الربوبية وضلال الكفار
-
2024-06-25 بداية دخول الشرك على البشرية
-
2024-06-25 بيان ضلال نظريات فرويد
التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق