القلوب بيد الله فلا ينبغي للعبد أن يأمن مكر الله

2020-06-24
القلوب بيد الله فلا ينبغي للعبد أن يأمن مكر الله
الفائدة المائة وثلاثة وسبعون من لطائف قرآنية من تفسير سورة النساء من كتاب تجريد التأويل لفضيلة الشيخ عبد القادر شيبة الحمد والتي تدور حول أن القلوب بيد الله فلا ينبغي للعبد أن يأمن مكر الله.

يقول تبارك وتعالى: {إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا} [النساء: 146].

وقد روى البخاري في صحيح من طريق الأعمش قال: حدثني إبراهيم عن الأسود قال: كنا في حلقة عبد الله فجاء حذيفة حتى قام علينا فسلم، ثم قال: لقد أنزل النفاق على قوم خير منكم، قال الأسود: سبحان الله إن الله يقول: {إِنَّ المُنَافِقِينَ فِي اَلدَّرَكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ}، فتبسم عبد الله، وجلس حذيفة في ناحية المسجد، فقام عبد الله فتفرق أصحابه، فرماني بالحصا، فأتيته، فقال حذيفة: عجبت من ضحكه، وقد عرف ما قلت، لقد أنزل النفاق على قوم كانوا خيرا منكم ثم تابوا، فتاب الله عليهم.

والمراد بعبد الله في هذا الحديث: هو عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، وإنما تبسم رضي الله عنه عند سماع كلام حذيفة رضي الله عنه لأنه عرف مراد حذيفة وصدق مقالته، وأن المقصود ألا يغتر الإنسان بما هو عليه من الاستقامة والصلاح؛ لأن القلوب بيد الله يقلبها كيف شاء، فلا ينبغي للعبد أن يأمن مكر الله.

تهذيب التفسير وتجريد التأويل: 4/36-37

التصنيفات

التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق