مماثلة رسول الله لسائر رسل الله في الرسالة لا تقتضي أن تكون شرائع الأنبياء واحدة
وقد تضمَّن قوله تعالى: {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا (163) وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ} [النساء: 163-164] الآيتين، تضمن مماثلة رسول الله صلى الله عليه وسلم لسائر رسل الله صلى الله عليهم وسلم في الوحي والرسالة وإيتاء الكتاب، وهو شبيه بقوله تبارك وتعالى: {شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ}[الشورى: 13]. ولا تقتضي هذه المماثلة أن تكون شرائع الأنبياء واحدة، بل لكل نبي شرعته ومنهاجه الملائم لأمته، كما قال عز وجل: {لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا} [المائدة: 48].
فأصول الدين لجميع الأنبياء والمرسلين واحدة، وفروع الدين متفاوتة بحسب الأمم وما يلائمها من الأحكام.
تهذيب التفسير وتجريد التأويل: 4/56-57
-
2024-06-25 توحيد الربوبية وضلال الكفار
-
2024-06-25 بداية دخول الشرك على البشرية
-
2024-06-25 بيان ضلال نظريات فرويد
التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق