وجوب تحكيم شرع الله والرضا به

2020-06-24
وجوب تحكيم شرع الله والرضا به
الفائدة الثالثة والخمسون من لطائف قرآنية من تفسير سورة المائدة من كتاب تجريد التأويل لفضيلة الشيخ عبد القادر شيبة الحمد والتي تدور حول وجوب تحكيم شرع الله والرضا به.

ومعنى قوله عز وجل: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} [المائدة: 44]، أي: ومن لم يرض بحكم الله وشرعه وحَكَم بغير ما أنزل الله معتقداً أن حكم غير الله أحسن من حكم الله؛ فهو الكافر المارق من دين الله، وقد وصف الله عز وجل في هذا المقام من حَكَم بغير ما أنزل بأنه كافر كما ذكر في هذه الآية، ووصفه بأنه الظالم كما ذكر في تذييل الآية التي تليها حيث قال عز وجل: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [المائدة: 45]، ووصفه بأنه الفاسق حيث يقول عز وجل: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [المائدة: 47]، وفي هذا وعيد عظيم لمن عدل عن حكم الله عز وجل وحكم بالطاغوت، وسياق الآيات وإن كان في اليهود والنصارى فإن عموم اللفظ ووجوب تحكيم شرع الله والرضا به يقتضي شمول هذا الوعيد لكل من لم يحكم بما أنزل الله سواء كان من الأمم السابقة أو من أمة محمد صلى الله عليه وسلم.

تهذيب التفسير وتجريد التأويل: 4/177

التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق