اطلاق اسم الكتاب على القرآن في سياق ذكر الكتب التي قبله؛ إشارة لتفوقه على سائر الكتب السماوية

2020-06-24
اطلاق اسم الكتاب على القرآن في سياق ذكر الكتب التي قبله؛ إشارة لتفوقه على سائر الكتب السماوية
الفائدة الرابعة والخمسون من لطائف قرآنية من تفسير سورة المائدة من كتاب تجريد التأويل لفضيلة الشيخ عبد القادر شيبة الحمد والتي تدور حول اطلاق اسم الكتاب على القرآن في سياق ذكر الكتب التي قبله؛ إشارة لتفوقه على سائر الكتب السماوية.

قال تعالى: {وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (46) وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (47) وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ} [المائدة: 46-48].

ويلاحظ أن الله تبارك وتعالى سمى في هذا المقام كتابه الذي أنزله على موسى باسم التوراة، وسمى كتابه الذي أنزله على عيسى باسم الإنجيل، وأطلق على كتابه الذي أنزله على محمد عليه السلام اسم الكتاب؛ إشارة إلى أن القرآن العظيم هو الفرد الكامل الحقيق بأن يسمى كتاباً على الإطلاق؛ لتفوقه على سائر الكتب السماوية، فهو أفضل الكتب وقد أنزله الله عز وجل على أفضل الرسل عليهم الصلاة والسلام، وقد خصه الله عز وجل بمزايا لا توجد في غيره، من العموم والشمول والدوام والبقاء والصلاح لكل عصر ومصر وجيل وقبيل، فلا ينسخ حتى ينسخ الليل والنهار والشمس والقمر، وإذا نزل عيسى آخر الزمان حكم به ولا يحكم بكتاب سواه.

تهذيب التفسير وتجريد التأويل: 4/182-183

التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق