أصول الدين محل اتفاق بين جميع الأنبياء أما الفروع فلكل رسول شريعة تلائم قومه
وقوله عز وجل: {لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا} [المائدة: 48]، أي: اقتضت حكمتنا أن نبعث لكل أمة رسولا منهم وخصصناه بشريعة ومنهاج ونظام ملائم لهم، يتناسب مع جيلهم وقبيلهم وحالهم، ولا معارضة بين قوله عز وجل: {لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا}، وبين قوله عز وجل: {شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ} [الشورى: 13]، وقوله تبارك وتعالى بعد ذكر جماعة من المرسلين: {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} [الأنعام: 90]، إذ أن جميع الأنبياء متفقون في أصول الدين وقواعد السلوك وتحريم الفواحش والمحافظة على النفس والدين والعقل والعرض والمال، أما الفروع فقد اقتضت حكمة العليم الحكيم أن يبعث كل رسول بشريعة تلائم قومه.
تهذيب التفسير وتجريد التأويل: 4/184
-
2024-06-25 توحيد الربوبية وضلال الكفار
-
2024-06-25 بداية دخول الشرك على البشرية
-
2024-06-25 بيان ضلال نظريات فرويد
التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق