من يظهر المعاصي والآثام فإنه بعيد كل البعد عن قبول الخير

وقوله تبارك وتعالى: {وَتَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [المائدة: 62]، بيان لقبائح أخرى من قبائح اليهود لتقرير اندفاعهم في المعاصي، واستغراقهم في الآثام، وأكل السحت من الربا والرشوة وغيرهما من الأموال المحرمة، والخطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم، أو لكل من يتأتى له أن يخاطب بهذا الخطاب، والتعبير بقوله: {وَتَرَى} للإشارة إلى ظهور حالهم وانكشاف سوء سلوكهم حتى يستطيع المخاطب أن يعاين منهم بسهولة اندفاعهم في المعاصي واستغراقهم في الآثام، وحرصهم على أكل السحت الذي تأكل النار الأجساد التي نبتت منه، ولا شك أن من كان هذه حاله، وتلك خصاله فإنه بعيد عن قبول الخير، قريب من كل شر، ولذلك أقسم الله عز وجل على سوء عملهم حيث ذيل هذه الآية الكريمة قوله عز وجل: {لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.

تهذيب التفسير وتجريد التأويل: 4/207