الدعاة إلى الله إذا التزموا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يضرهم من ضل بعدها

وقوله تبارك وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [لمائدة: 105]، إعلام لدعاة الهدى بأنهم لا يضرهم ضلال الضالين ما داموا قد أمروهم بالمعروف ونهوهم عن المنكر، وقالوا لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول، لأن قلوب العباد ليست بأيدي أحد من خلق الله، وليس على الرسول إلا البلاغ، كما أنه ليس على دعاة الهدى سوى الأمر بالمعروف والنهي عن النكر، وإرشاد الخلق إلى الحق، وجزاء الجميع عند الله عز وجل، فمن أحسن فله الحسنى ومن أساء فعليها، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.

تهذيب التفسير وتجريد التأويل: 4/274