لا يفهم من قوله: {وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}؛ أن من مات على الشرك قد يغفر له
وليس في قوله تعالى هنا: {وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [المائدة: 118]، ما يُفْهِم أن من مات على الشرك قد يغفر له، لأن الكلام منصب على جملة من جاءهم عيسى عليه السلام، وفيهم من آمن به على أنه عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، ومنهم من كفر به في حياته بينهم، ومنهم من كفر به بعد رفعه إذ زعم أنه إله أو ابن إله، والمقصود من السياق يفيد أن عيسى عليه السلام ما قال لهم إلا ما أمره الله عز وجل به أن اعبدوا الله وحده لا شريك له، وأنه يشهد لمن أجابه مدة حياته بينهم ويشهد على من عصاه مدة حياته كذلك، فلما رفعه الله إليه ارتفع علمه عن أحوالهم وكان الله وحده هو الرقيب عليهم، لا يعلم عيسى من أمرهم شيئاً سواء في ذلك من اتبعه على الهدى أو ضل عن سواء السبيل، فمرد الجميع إلى الله يعذب من يشاء من العصاة عدلاً ويثيب ويغفر لمن يشاء فضلاً، لأن الجميع عباده، وهو العزيز الحكيم.
تهذيب التفسير وتجريد التأويل: 4/296
-
2024-06-25 توحيد الربوبية وضلال الكفار
-
2024-06-25 بداية دخول الشرك على البشرية
-
2024-06-25 بيان ضلال نظريات فرويد
التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق