علوُّ الله على خلقه مركوز في الفطر السليمة وثابت بالنصوص

وفي قوله تبارك وتعالى: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ} [الأنعام: 18]، إثبات لصفة الفوقية والعلوِّ لله عز وجل على جميع خلقه، كما هو مذهب أهل السنة والجماعة المثبتين لله تعالى ما أثبته لنفسه أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من الأسماء الحسنى والصفات العلى، النافين عن الله عز وجل ما نفاه عن نفسه أو نفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم مع إيمانهم ويقينهم بأن الله عز وجل ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، وعلوُّ الله عز وجل على خلقه مركوز في الفطر السليمة ثابت بالكتاب والسنة في مواضع كثيرة، فقد وصف الله تبارك وتعالى نفسه المقدسة بأنه استوى على العرش في سورة الأعراف، وفي سورة يونس، وفي سورة الرعد، وفي سورة طه، وفي سورة الفرقان، وفي سورة السجدة، وفي سورة الحديد، وقد وصف عز وجل كرسيه بأنه وسع السماوات والأرض.

وقال عز وجل: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} [فاطر: 10]، وقال هنا: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ}، وقال في سورة النحل في وصف الملائكة: {يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ} [النحل: 50]، وقال في عيسى عليه السلام: {إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ}[آل عمران: 55]، وقال: {بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ}[النساء: 158]، ويقول عز وجل: {تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ} [المعارج: 4]، وقال عز وجل: {قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ} [النحل: 102].

وقد روى البخاري في كتاب التوحيد من صحيحه من حديث أنس رضي الله عنه قال: كانت زينب تفخر على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم تقول: زَوَّجَكُنَّ أَهالِيكُنَّ وَزَوَّجَنِي الله تعالى من فوق سبع سماوات.

تهذيب التفسير وتجريد التأويل: 4/330-331