الحجة قائمة على اليهود والنصارى في صحة بعثة النبي صلى الله عليه وسلم

2020-06-25
الحجة قائمة على اليهود والنصارى في صحة بعثة النبي صلى الله عليه وسلم
الفائدة الرابعة عشر من لطائف قرآنية من تفسير سورة الأنعام من كتاب تجريد التأويل لفضيلة الشيخ عبد القادر شيبة الحمد والتي تدور حول الحجة قائمة على اليهود والنصارى في صحة بعثة النبي صلى الله عليه وسلم.

قال تعالى: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمُ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} [الأنعام: 20].

بعد أن بين الله تبارك وتعالى أنه شهد لرسوله صلى الله عليه وسلم وأن شهادة الله هي أجل شهادة وأكبرها وأعظمها، أردف ذلك هنا ببيان أن أهل العلم من أهل الكتاب السابقون موقنون بمحمد صلى الله عليه وسلم وأنه رسول الله وأنهم يعرفونه كما يعرفون أبنائهم بسبب صفاته التي جاءت في الكتب السماوية السابقة، حيث كانت رسل الله صلى الله عليهم وسلم يوصون أممهم به، ويحضون على اتباعه إذا بُعِثَ، وقد وقف آخر أنبياء بني إسرائيل عيسى ابن مريم خطيباً يبشِّر بمحمد صلى الله عليه وسلم يقول لهم: {يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ} [الصف: 6]، وقد أشار الله تبارك وتعالى إلى شهادة أهل العلم من أهل الكتاب الأول بتصديق محمد صلى الله عليه وسلم في غير موضع من القرآن العظيم، حيث يقول تبارك وتعالى: {وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ} [الرعد: 43]، وكما قال عز وجل: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [الأحقاف: 10].

كما أشار الله تبارك وتعالى إلى معرفة أهل الكتاب أن محمدا هو رسول الله حقا وصدقا في مواضع من كتابه حيث يقول: {وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ} [البقرة: 89]، وكما قال عز وجل: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [البقرة: 146]، وقال هنا: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمُ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ}.

تهذيب التفسير وتجريد التأويل: 4/334-335

التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق