إقرار الكافرين بالقسم في قوله: {قَالَ أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ قَالُوا بَلَى وَرَبِّنَا}، إظهار لكمال يقينهم بحقيقته
قال عز وجل: {وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى رَبِّهِمْ قَالَ أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ قَالُوا بَلَى وَرَبِّنَا قَالَ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ} [الأنعام: 30]، أي: ولو ترى يا من تتأتى منه الرؤية هؤلاء الكافرين المنكرين للبعث بعد الموت المكذبين بأن العباد موقوفون بين يدي ربهم مجزيون بأعمالهم لو تراهم في موقفهم عند عرضهم على الله عز وجل يوم القيامة، أي: لرأيتهم في منظر تقشعر منه الأبدان ويسيب من الولدان، وقد سألهم ربُّهم سؤال توبيخ وتقريع قائلاً لهم: أيس هذا البعث والنشر بعد الممات الذي كنتم تنكرونه في الدنيا حقا؟ فأجابوا قائلين: بلى والله إنه لحقٌ، وقد أكدوا إقرارهم بالقسم إظهاراً لكمال يقينهم بحقيقته، وإيذاناً بصدور ذلك عنهم رغبة وطمعاً في نفعه، فأيأسهم عز وجل من رحمته وقطع أطماعهم في انتفاعهم بالإيمان في عرصات القيامة ما داموا قد ماتوا على الكفر بالله تعالى حيث قال عز وجل: {فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ}.
تهذيب التفسير وتجريد التأويل: 4/346-347
-
2024-06-25 توحيد الربوبية وضلال الكفار
-
2024-06-25 بداية دخول الشرك على البشرية
-
2024-06-25 بيان ضلال نظريات فرويد
التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق