لا تستعمل (قد) مع الفعل المضارع للتحقيق إلا عند كون الأمر في غاية الوضوح
ومعنى: {قَدْ} في قوله تعالى: {قَدْ نَعْلَمُ} [الأنعام: 33]، هو للتحقيق وتأكيد العلم بما ذكر في حيزها المفيد لتأكيد والوعيد، والأصل في (قد) أنها إذا دخلت على الفعل الماضي أفادت التحقيق كقوله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا} [الشمس: 9-10].
أما إذا دخلت (قد) على الفعل المضارع فإنها تستعمل كثيراً في التقليل نحو: قد يصدق الكذوب، كما تستعمل في التحقيق كما في قوله عز وجل هنا: {قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ}، وكما في قوله تبارك وتعالى: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ} [البقرة: 144]، وكقوله تبارك وتعالى: {قَدْ يَعْلَمُ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ}[النور: 64]، كقوله تبارك وتعالى: {قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ} [الأحزاب: 18]، ونحو ما قال الشاعر الهذلي أو عبيد بن الأبرص:
قد أَترُكُ القِرْنَ مُصْفَرًّا أَنَامِله كأَنَّ أَثْوَابَهُ مجَّتْ بِفِرْصَاد
ولا تستعمل (قد) مع الفعل المضارع للتحقيق إلا عند كون الأمر في غاية الوضوح، بحيث لا يخطر على البال إرادة التقليل، ويكون التعبير بالمضارع لنكتة بلاغية كإرادة التجدد أي: قد علمنا ما يتجدد لك من الحزن والغم عندما يتجدد منهم ما يتجدد من سوء قولهم لك، وتكذيبهم إياك.
تهذيب التفسير وتجريد التأويل: 4/353
-
2024-06-25 توحيد الربوبية وضلال الكفار
-
2024-06-25 بداية دخول الشرك على البشرية
-
2024-06-25 بيان ضلال نظريات فرويد
التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق