التبشير يكون بالخير والشر؛ فإذا اجتمعا افترقا
وقوله تبارك وتعالى: {وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ} [الأنعام: 48]، أي: وما نرسل المرسلين إلا ليُرَغبوا عباد الله عز وجل في طاعة الله ويخوفونهم ويحذرونهم من معصية الله تبارك وتعالى. وقد أشرت في تفسير قوله تبارك وتعالى: {وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ} [البقرة: 25]، أن البشارة هي الخبر العظيم الذي يظهر أثره على البشرة سواء كان بالخير فتنطلق أسارير الوجه فرحاً، أو كان بالشر فتنكمش بشرة الوجه وتنقبض حزناً، قال ابن سيده: والتبشير يكون بالخير والشر كقوله تعالى: {فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ}. ا ه
فإذا اجتمعت البشارة مع النذارة في سياق كانت البشارة في الخير، والنذارة في التخويف والتحذير من الشر كما في هذا المقام من قوله تعالى: {وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ}، وكما قال عز وجل: {رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ} [النساء: 165]، وكما قال عز وجل: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (45) وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا (46) وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا} [الأحزاب].
تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص373-374
-
2024-06-25 توحيد الربوبية وضلال الكفار
-
2024-06-25 بداية دخول الشرك على البشرية
-
2024-06-25 بيان ضلال نظريات فرويد
التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق