أسلوب الترغيب والترهيب هو من أفضل مناهج التربية والتعليم

2020-06-25
أسلوب الترغيب والترهيب هو من أفضل مناهج التربية والتعليم
الفائدة الثلاثون من لطائف قرآنية من تفسير سورة الأنعام من كتاب تجريد التأويل لفضيلة الشيخ عبد القادر شيبة الحمد والتي تدور حول أسلوب الترغيب والترهيب هو من أفضل مناهج التربية والتعليم.

وقوله تبارك وتعالى: {فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (48) وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا يَمَسُّهُمُ الْعَذَابُ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ} [الأنعام: 48-49]، بيان لأهم صور التبشير والإنذار وذلك بإعلام المؤمنين الصالحين أنهم قد أحرزوا أنفسهم من الخوف والحزن عند لقاء الله مع الحياة الطيبة في الدنيا ودخول جنات النعيم في الدار الآخرة، وإعلام المكذبين بآيات الله ورسله أنهم قد خسروا أنفسهم بما جلبوه لها من الخوف والحزن عند لقاء الله، حيث يذوقون سوء العذاب بسبب فسقهم عن أمر الله وتكذيبهم بآيات الله ورسل الله عليهم الصلاة والسلام.

وسلوك مسلك الترغيب والترهيب في دعوة الخلق إلى الخالق وتعريفهم بما ينفعهم وما يضرهم هو أفضل مناهج التربية والتعليم؛ لأنه مبني على معرفة أحوال النفس الإنسانية وما يؤثر فيها، وما تتأثر به من الرجاء أو الخوف، والوعد أو الوعيد، وقد سلك القرآن العظيم هذا المسلك القويم، وكذلك سلكه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد سلكه من قبله صلى الله عليه وسلم جميعُ الأنبياء والمرسلين، إذ لا تكاد تخلوا النصوص الواردة في كتاب الله أو رسله عليهم الصلاة والسلام في الدعوة إلى الله من أسلوب الترغيب والترهيب والتبشير والتحذير ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حيَّ عن بينة، وليستبين السبيل أمام العباد لينهج العقلاء أهلُ الخير والصلاح سبيل الفلاح، وليعرف المنحرفون أنهم ضلوا سواء السبيل، كما قال الشاعر:

أمامك فانظر أيَّ نهجيكَ تنهجُ     طريقان شتى مستقيم وأعوج.

ومن صور التبشير والتحذير قوله تبارك وتعالى: {وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (23) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (24) وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [البقرة: 23-24-25]، وقد لوحظ أن القرآن الكريم قد يقدم الترغيب على الترهيب، وقد يقدم الترهيب على الترغيب بحسب مقتضيات الأحوال، إذ لكل مقام ما يناسبه من المقال، وهو لونٌ من ألوان إعجاز القرآن.

تهذيب التفسير وتجريد التأويل: 4/373-375

التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق