تقييم الناس بدينهم لا بأنسابهم وأموالهم
وقوله تبارك وتعالى: {وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ} [الأنعام: 52]، تنبيه إلى أن من انتفع بالإنذار وانقاد لأمر الله واستجاب لرسوله صلى الله عليه وسلم؛ فإنه يكون ذا مكانة ومنزلة عالية عند الله عز وجل بغض النظر عن فقره وغناه ونسبه وحسبه، لأن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين، وتنديد بالجاهلين الذين يقيسون الناس بمنازلهم الدنيوية فيزدرون الفقراء ومن لا نسب لهم ولا حسب، حيث كان هؤلاء الجاهلون يطلبون من رسول الله صلى الله عليه وسلم إبعاد فقراء المسلمين من مجلسه، ويسمونهم الأشرار ويسخرون منهم، فقد روى مسلم في صحيحه من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: فيَّ نَزَلَتْ: {وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ} قال: نَزَلَتْ في ستة: أنا وابن مسعود منهم. وكان المشركون قالوا له: تُدْني هؤلاء؟ ثم ساق مسلم من حديث سعيد رضي الله عنه قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ستة نفر فقال المشركون للنبي صلى الله عليه وسلم: اطرد هؤلاء لا يجترئون علينا، قال: وكنت أنا وابن مسعود، ورجل من هذيل، وبلال، ورجلان لست أسميهما، فوقع في نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شاء الله أن يقع فحدث نفسه فأنزل الله عز وجل: {وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ}.
تهذيب التفسير وتجريد التأويل: 4/379
-
2024-06-25 توحيد الربوبية وضلال الكفار
-
2024-06-25 بداية دخول الشرك على البشرية
-
2024-06-25 بيان ضلال نظريات فرويد
التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق