صدق أخبار القرآن

2020-06-25
صدق أخبار القرآن
الفائدة الواحدة والأربعون من لطائف قرآنية من تفسير سورة الأنعام من كتاب تجريد التأويل لفضيلة الشيخ عبد القادر شيبة الحمد والتي تدور حول صدق أخبار القرآن.

وقوله تعالى: {لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ} [الأنعام: 67]، هذه الجملة القليلة الحروف قد اشتملت من المعاني ما تعجز الأقلام عن تسطيره من الحكمة البالغة والمعجزة الظاهرة وأصدق الأمثال السائرة ولم يسمع نظيرها في غير القرآن الكريم، وقد اشتملت على الوعد والوعيد والترغيب والترهيب، فكل خبر يلفت انتباه الناس لا بد وأن يُعْرَف في المستقبل صدقه أو كذبه، وقد اشتملت أخبار القرآن العظيم وأخبار الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم على أمور دنيوية وأخروية، ولم يتخلف خبر عن موعده إذا جاء أجله، كالإخبار عن القتال بين فارس والروم في قوله عز وجل: {غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (5) وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [الروم]. وقد وقعت، وكالإخبار عما وقع يوم بدر، وقد وقع، ولذلك قال عز وجل: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ} [فصلت: 53]، وكما قال عز وجل: {وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ}[ص: 88]، ولذلك قال عز وجل هنا: {وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ} [الأنعام: 67].

تهذيب التفسير وتجريد التأويل: 4/404-405

التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق