الإسلام والاشتراكية لا يلتقيان
هذا ولم يزعم زاعم مهما كان أن الإسلام والشيوعية قد يلتقيان، فلم نسمع إلى الآن صوتاً واحداً يقول: إن الإسلام لا يتنافى مع الشيوعية. إذ أصل الشيوعية هو إنكار الألوهية والدين.
وإنما سمعنا أن بعض الناس وقد يكونون من المنتسبين للإسلام أو للعلم، يزعمون أن الإسلام لا يتنافى مع الاشتراكية، وقد يتعامون عن أن الاشتراكية مذهب خاص، ذاتية هذا المذهب تخالف ذاتية الإسلام في روحه وصورته.
بيد أنهم يقولون: إن بعض نصوص القرآن كقوله تعالى: {كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ}، وكقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الناس شركاء في ثلاثة: في الماء، والنار، والكلأ)، تدل على صحة المذهب الاشتراكي.
وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على جهل هؤلاء بحقيقة الإسلام عموماً، وبمعنى هذه الآية وذلك الحديث خصوصاً؛ فالآية نزلت تشرح مصرف الفيء، وهو نوع خاص له طابع خاص من بين الأموال الإسلامية.
وأما الحديث فقد بين موضع الشراكة وهو الماء والنار والكلأ، ولفظ الحديث يدل بمفهومه على أن ما عدا هذه الأشياء الثلاثة من الأشياء التي يمكن أن يتملكها الإنسان لا اشتراك فيها، ولو سلمنا جدلاً أنه قد يفهم من هذه الأدلة على صحة المذهب الاشتراكي –وإن كانت لا تدل بظاهر ألفاظها على ذلك كما أشرنا- فإن صريح الكتاب وصحيح السنة يدل بما لا مجال للشك فيه على حفظ ممتلكات الناس وأموالهم، فليستمعوا إلى قوله تعالى:
{وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ}، ولا يختلف اثنان من أهل العلم في صحة حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول: (من غصب شبراً من أرض طوقه الله بسبع أرضين يوم القيامة). فهذا هو دين الإسلام.
أضواء على المذاهب الهدامة، ص68-70
-
2024-06-25 توحيد الربوبية وضلال الكفار
-
2024-06-25 بداية دخول الشرك على البشرية
-
2024-06-25 بيان ضلال نظريات فرويد
التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق