القومية في الجاهلية والإسلام
ظهر الإسلام والعرب في تناحر مميت، وقتال مستمر يأكل قويهم ضعيفهم في غرات لا تنقطع وحروب لا يملونها، وقد كانت هذه الحروب تعمر حتى يصطلي بنارها الأجداد والآباء والأبناء والأحفاد.
وحينا أكرم الله الإنسانية بمحمد صلى الله عليه وسلم، فبعثه الله إليهم رسولاً كان فيما انزل عليه: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}، وقد كان من مهمة رسول الله صلى الله عليه وسلم دعوة الناس جميعاً إلى الإسلام، ولا فرق بين عربي وأعجمي، فأدى رسول الله صلى الله عليه وسلم مهمته على أكمل وجه وأعلن للعالم أنه: (لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى).
وقد حرص رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يزيل من نفوس العرب جميع سمات الجاهلية من التفاخر بالآباء والتعالي على الناس، وبيَّن أن: (من دعا إلى عصبية أو أحيا عصبية، ثم مات فميتته جاهلية).
وفقه المسلمون الأولون هذه الحقيقة، وأشربت قلوبهم روح الإسلام، فكان المنتسب يفتخر بإسلامه لا بنسبه وآبائه.
أضواء على المذاهب الهدامة، ص71-74
-
2024-06-25 توحيد الربوبية وضلال الكفار
-
2024-06-25 بداية دخول الشرك على البشرية
-
2024-06-25 بيان ضلال نظريات فرويد
التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق