حاجة الناس إلى النبيين والمرسلين
من القواعد المقررة أن الإنسان مدني بالطبع، ومعنى ذلك أن الله تعالى خلقه على طبيعة تجعله لا يستغني عن غيره من الناس في طعامه ولباسه وحاجاته.
ولما كانت طبيعة الناس متفاوتة المقاصد، متنازعة الرغبات والميول والشهوات، وقد يركب الإنسان الذلول والصعب في سبيل قضاء مآربه وتحقيق شهوته، مما قد يتعارض مع شهوات الآخرين وحاجاتهم، وقد يؤدي طلب تحصيلها إلى سفك الدماء وانتهاك الحرمات، ولما كان عقل الإنسان كذلك قاصر عن وضع نظام شامل لصلاح المعاش والمعاد؛ إذ قد يرى الإنسان الخير شراً، والشر خيراً، لذلك كان الناس محتاجين إلى منهج يضعه أحكم الحاكمين وأرحم الراحمين، الذي لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء.
وقد اقتضت رحمة الله تبارك أن يبعث في كل أمة نذير ليرسم لهم الطريق إلى الله، وليدلهم على مراسيم سعادتهم الدنيوية والأخروية، ولئلا يقول المنحرفون: {مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ وَلَا نَذِيرٍ}. وفي ذلك يقول الله تبارك وتعالى: {رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ}.
الأديان والفرق: ص10-11
-
2024-06-25 توحيد الربوبية وضلال الكفار
-
2024-06-25 بداية دخول الشرك على البشرية
-
2024-06-25 بيان ضلال نظريات فرويد
التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق