التوراة دخلها تحريف في ألفاظها ومعانيها

2020-06-25
التوراة دخلها تحريف في ألفاظها ومعانيها
الفائدة الحادية عشر من كتاب الأديان والفرق لفضيلة الشيخ عبد القادر شيبة الحمد والتي تدور حول أن التوراة دخلها تحريف في ألفاظها ومعانيها.

اتفق المسلمون على أن التوراة قد دخلها تحريف وتغيير وتبديل، غير أن بعض العلماء يذهب إلى أن هذا التحريف لم يكن تحريفاً في حروف التوراة وإنما كان في صرف المعاني التي جاءت بها التوراة إلى غير وجهها، وحملها على غير ما وضعت له.

وسائر علماء المسلمين على أن التوراة قد دخلها تحريف في ألفاظها ومعانيها، وقد جاء التصريح بذلك في كتاب الله تعالى حيث يقول: {أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}، ويقول: {فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا}، ويقول في حقهم كذلك: {وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} ويقول فيهم: {يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ}.

ونحن المسلمون نعتقد أن التوراة لم تحرف تحريفاً كلياً وإنما وقع التحريف في بعض ألفاظها، وأن بعض الأحكام التي شرعها الله لبني إسرائيل في التوراة لم تتبدل كرجم الزاني والقصاص، وإن كان اليهود قد انحرفوا عن العمل بهذه الأحكام فبدلوا الرجم بتسويد وجه الزاني وتشهيره، وكذلك بعض صفات رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد بقيت في التوراة، وإن حاول اليهود كتمان كل صفة تدل عليه صلى الله عليه وسلم.

الأديان والفرق: ص23-26

التصنيفات

التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق