المقصود الحقيقي من مؤتمر بدشت سنة 1264ه هو نسخ الإسلام
يتحدث الجاسوس الروسي (كنياز دالكوركي) في مذكرته عما فعله بعد أن قبض على (الباب) فيقول: "أنا بواسطة الميرزا حسين علي وأخيه الميرزا يحيى ونفر آخرين قمت بالضجيج والعجيج أن صاحب الأمر (الباب) قد قبض عليه".
فاجتمع الدعاة المرتدون الثمانية عشر وقرروا أن يحضروا معهم كل الذين استمالوهم في هذه الدعوة وأن يعقدوا منهم مؤتمراً في صحراء (بدشت)، وجعلوا الدعوة الظاهرة لهذا المؤتمر هي التفكير في الوسائل الممكنة لإخراج (الباب) من السجن.
أما المقصود الحقيقي لهذا المؤتمر (مؤتمر بدشت) هو إعلان نسخ دين الإسلام، ولما تم توافد هؤلاء إلى مكان انعقاد المؤتمر وشرعوا في البحث استقر الرأي على وجوب السعي في تخليص الباب وانقاذه، كما استقر الرأي على وجوب إرسال المبلغين أي الدعاة من شتى النواحي ليحثوا من يستجيب لهم على زيارة الباب في قلعة (ماكو).
ثم اندفعت (قرة العين) تلهب حماسهم وتقرر حقيقة نحلتهم فقالت: اسمعوا أيها الأحباب والأغيار، واعلوا أن أحكام الشريعة المحمدية قد نسخت الآن بظهور الباب، وأن أحكام الشريعة الجديدة البابية لم تصل إلينا، وإن انشغالكم الآن بالصوم والصلاة والزكاة، وسائر ما أتى به محمد كله عمل لغو وفعل باطل، ولا يعمل بها بعد الآن إلا كل غافل وجاهل، إن مولانا الباب سيفتح البلاد ويسخر العباد، وسيخضع له الأقاليم السبع المسكونة، وسيوحد الأديان الموجودة على وجه البسيطة، حتى لا يبقى إلا دين واحد وذلك الدين الحق هو: دينه الجديد وشرعه الحديث، وبناء على ذلك أقول لكم، وقولي هو الحق: لا أمر اليوم ولا تكليف ولا نهي ولا تعنيف، فاخرجوا من الوحدة إلى الكثرة، ومزقوا هذا الحجاب الحاجز بينكم وبين نسائكم: بأن تشاركوهن من الخلوة إلى الجلوة، فما هن إلا زهرة الحياة الدنيا، وأن الزهرة لا بد من قطفها وشمها....))
الأديان والفرق: ص136-137
-
2024-06-25 توحيد الربوبية وضلال الكفار
-
2024-06-25 بداية دخول الشرك على البشرية
-
2024-06-25 بيان ضلال نظريات فرويد
التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق