شبهات الرافضة حول الإمامة، والرد عليها
زعم الرافضة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- عين علياً رضي الله عنه للإمامة تعريضاً في مواضع، وتصريحاً في مواضع أخرى.
وزعموا أن من تعريضاته أنه -صلى الله عليه وسلم- عين أبا بكر على الحج، ثم بعث علياً بعده ليقرأ على الناس في المشهد سورة براءة، وليكون هو المبلغ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى الناس. قالوا: وهذا يدل على تقديمه علياً -رضي الله عنه- على أبي بكر رضي الله عنه.
وزعموا أن من تعريضاته أيضاً: أنه كان يؤمر على أبي بكر وعمر غيرهما من الصحابة في البعوث والسرايا، وقد أمر عليهما مرة عمرو بن العاص ومرة أسامة بن زيد ولم يؤمر أحداً قط على علي رضي الله عنه.
وأما تصريح النبي -صلى الله عليه وسلم- بإمامة علي رضي الله عنه ما جاء في حديث غدير خم (من كنت مولاه فعلي مولاه)، فزعموا أن ذلك نص صريح على أن علياً هو الإمام بعد رسول الله، ثم قالوا: إن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ( أقضاكم علي)، وزعموا أنه نص صريح في الإمامة؛ فإن الإمامة لا معنى لها إلا أن يكون الإمام أقضى القضاة.
قالوا: ومن التصريح بذلك أيضاً أن -صلى الله عليه وسلم- قال لعلي: (أنت مني بمزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي).
هذا وليس فيما ذكره الرافضة من الأخبار ما يدل صراحة على ما زعموه، فليست ولاية رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خاصة بعلي رضي الله عنه، بل صالحو المؤمنين كلهم أولياء لرسول الله كما قال الله تعالى: {فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ}. وكذلك نص الله عز وجل على أنه مولى المؤمنين إذ يقول: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا}، ولم يقل أحد من أهل العم أن ذلك يقتضي أن يكونوا جميعاً أئمة معصومين.
كما أنه ليس في قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أقضاكم علي –لو صح الحديث- ما يدل على أنه الإمام بعده، إذ لا يلزم من أفضلية شخص في القضاء أن يكون هو الإمام، ولا تصح دعوى أن أخص صفات الإمام هو القضاء. فقد كان داود عليه السلام هو الإمام ومع ذلك قول الله عز وجل في قصة التحاكم في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم {فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ}.
كما أن قوله عليه السلام لعلي رضي الله عنه (أنت مني بمزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي)، ليس نصاً في كون علي رضي الله عنه هو الإمام بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ لم يكن هارون إماماً بعد موسى عليه الصلاة والسلام، فغن هارون عليه السلام مات قبل موسى عليه السلام.
الأديان والفرق: ص239-241
-
2024-06-25 توحيد الربوبية وضلال الكفار
-
2024-06-25 بداية دخول الشرك على البشرية
-
2024-06-25 بيان ضلال نظريات فرويد
التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق