اعتقاد أهل السنة والجماعة
أهل السنة والجماعة يعتقدون بقلوبهم ويشهدون بألسنتهم أنه لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله، ويقيمون الصلاة، ويؤتون الزكاة، ويصومون رمضان، ويحج المستطيع منهم بيت الله الحرام. وهم يؤمنون بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره.
وهم يثبتون ما لله تعالى ما أثبته لنفسه، أو أثبته له رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأسماء الحسنى والصفات العلى، إثباتاً من غير تعطيل ولا تأويل ولا تشبيه ولا تكييف ولا تمثيل.
ويقررون أن الله إله واحد لا إله غيره، ولا شبيه له ولا نظير، ولا والد له ولا ولد ولا صاحبة ولا شريك، ليس لأوليته ابتداء وليس لآخريته انقضاء، ولا يبلغ كنه صفته الواصفون، ولا يحيط بأمره المتفكرون، على حد قوله تعالى: {وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ}، وهو العليم الخبير والرب القدير، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.
ويؤمنون بأن الله فوق عرشه المجيد، ولا يعزب عن علمه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء.
والقرآن كلام الله ليس بمخلوق ولا صفة لمخلوق.
ويؤمنون أن الله قدَّر كل شيء، ومقادير الأمور بيده ومصدرها عن قضائه، علم كل شيء قبل كونه فجرى على قدره، ولا يكون من عباده قول ولا عمل إلا وقد قضاه وسبق علمه به {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}.
وقد ختم الرسالة والنبوة بمحمد صلى الله عليه وسلم فلا نبي بعده، ويقر أهل السنة والجماعة أن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من يموت.
ويقرر أهل السنة والجماعة: أن الله تبارك وتعالى يجيء يوم القيامة والملك صفاً صفاً لعرض الأمم وحسابها وعقوبتها وثوابهم.
وإنه يدخل من أمة محمد صلى الله عليه وسلم الجنة سبعون ألفاً بغير حساب، ولا عقاب، وهم الذين لا يتطيرون ولا يكتوون ولا يسترقون، وعلى ربهم يتوكلون، منهم عكاشة بن محصن.
ويعتقد أهل السنة والجماعة أن الصراط يجوزه العباد بقدر أعمالهم، فناجون مسلمون متفاوتون في سرعة النجاة عليه، وقوم أوبقتهم أعمالهم فسقطوا في جهنم.
ويعتقد أهل السنة والجماعة أن حوض رسول الله صلى الله عليه وسلم حق ترده أمته لا يظمأ من شرب منه ويذاد عنه من بدل وغير.
ويعتقدون كذلك أن الإيمان نطق باللسان، وإخلاص بالقلب، وعمل بالجوارح، وأنه يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي، وأن الله لا يقبل من أحد عمل إلا بشرطين، الأول: أن يكون خالصاً لله، والثاني: أن يكون صواباً على منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولا يكفر أهل السنة والجماعة إلا من حكم الله عليهم بالكفر، أو حكم عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم به كذلك.
وأن الشهداء أحياء عند ربهم يرزقون، وأرواح أهل السعادة باقية ناعمة إلى يوم يبعثون، وأرواح أهل الشقاوة معذبة إلى يوم القيامة.
وأن المؤمنين يسألون في قبورهم {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ}.
ويقر أهل السنة والجماعة: أن على العباد حفظة يكتبون أعمالهم، ولا يخفى شيء من ذلك من علم ربهم، وأن ملك الموت يقبض الأرواح بإذن الله.
ويعتقد أهل السنة والجماعة: أن خير القرون القرن الذين رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وآمنوا به، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم.
وأفضل الصحابة والأمة الخلفاء الراشدون المهديون: أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عنهم أجمعين.
ويعتقد أهل السنة والجماعة: أن الجهاد في سبيل الله حق مع البر والفاجر من أئمة المسلمين، كما أنه يصلي خلف البر والفاجر من هؤلاء الأئمة، وأن طاعة ولاة أمور المسلمين وعلمائهم واجبة إلا في معصية الله تعالى.
ويجب اتباع السلف الصالح واقتفاء آثارهم والاستغفار لهم، وترك المراء والجدل في الدين، والابتعاد عن كل ما أحدثه المحدثون وابتدعه المبتدعون، إذ كل خير من اتباع السلف، وكل شر في ابتداع من خلف، فإن رسولنا صلى الله عليه وسلم تركنا على المحجة البيضاء، إذ ترك فينا كتاب الله وسنته، وصدق الله العظيم إذا يقول: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}.
الأديان والفرق: ص249-252
-
2024-06-25 توحيد الربوبية وضلال الكفار
-
2024-06-25 بداية دخول الشرك على البشرية
-
2024-06-25 بيان ضلال نظريات فرويد
التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق