من ينتصب للدعوة إلى الله دون أن يطلب أجراً لا بد وأن يكون صادقاً
وقوله -تبارك وتعالى-: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ} [الأنعام: 90]، هو كقوله -عز وجل-: {وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ} [يوسف: 104]، والاحتجاج على صدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعدم سؤاله أجراً على تبليغ الرسالة قد سلكه المرسلون من قبله -صلى الله عليه وسلم-، كما ذكر -عز وجل- ذلك في مواضع من كتابه الكريم حيث يقول عن نوح -عليه السلام-: {وَيَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ} [هود: 29] في سورة هود، ويقول عنه في سورة الشعراء: {وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الشعراء: 109]، ويقول عن هود -عليه السلام-: {وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الشعراء: 127].
ويقول عن صالح -عليه السلام-: {وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ}، ويقول عن لوط -عليه السلام-: {وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ}، ويقول عن شعيب -عليه السلام-: {وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ}.
ولا شك أنَّ من ينتصب للدعوة لإقامة أقوم المناهج وأحسن أساليب الحياة الطيبة التي تجلب عز الدنيا وسعادة الآخرة، ويحفظ للناس انفسهم وأموالهم وأعراضهم وعقولهم دون أن يطلب منهم أجراً في مقابلة عمله مع تعرضه لتكذيب المكذبين وعناد المعاندين وافتراء المفترين وأذى السفهاء الجاحدين؛ لا بد وأن يكون صادقاً.
تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص21-22
-
2024-06-25 توحيد الربوبية وضلال الكفار
-
2024-06-25 بداية دخول الشرك على البشرية
-
2024-06-25 بيان ضلال نظريات فرويد
التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق