القرآن الكريم مُقَرِّرٌ ومَوَافِقٌ لما جاء في جميع الكتب السماوية

2020-09-02
القرآن الكريم مُقَرِّرٌ ومَوَافِقٌ لما جاء في جميع الكتب السماوية
الفائدة السادسة والستون من لطائف قرآنية من تفسير سورة الأنعام من كتاب تجريد التأويل لفضيلة الشيخ عبد القادر شيبة الحمد والتي تدور حول أن القرآن الكريم مُقَرِّرٌ ومَوَافِقٌ لما جاء في جميع الكتب السماوية.

ومعنى قوله -عز وجل-: {وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا} [الأنعام: 92]، أي: وهذا القرآن كتابٌ موصوف بأنه أنزله الذي أنزل التوراة على موسى وهو مبارك، أي: عظيم المنافع كثير الخيرات لا تُحْصَى فوائده، ويحصل لمن استمسك به عز الدنيا وسعادة الآخرة، مشتمل على المنهج الذي لا غنى للبشرية عنه أبداً، لتعرف به ربها ورسولها ومالها وما عليها، وتزدلف بتلاوته إلى ذي الجلال والإكرام. وهو كذلك موصوف بأنه مُصَدِّقُ الذي بين يديه، أي: مُقَرِّرٌ وموافقٌ لما جاء في جميع الكتب السماوية المنزلة من عند الله من أصول الدين، نافٍ عنها ما ألحقه أحبار السوء بها، ولذلك قالت الجنُّ لما سمعت القرآن: {إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ} [الأحقاف: 30]، وقال ورقة بن نوفل: إنَّ هذا والذي جاء به موسى ليخرجان من مشكاة واحدة، وكذلك قال النجاشي.

تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص26

التصنيفات

التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق