إيمان أهل الكتاب باليوم الآخر إيمان غير صحيح فلا يعتد به
وقوله -تبارك وتعالى-:{وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ} [الأنعام: 92]، تنديد بالمشركين واليهود بالإشارة إلى أن الذي يحملهم على الكفر بهذا القرآن العظيم هو كفرهم بالقيامة واستبعادهم لها، فأما من انشرح صدره للإيمان باليوم الآخر وأيقن أن بديع السموات والأرض لا يعجزه بعث الموتى وأن ذلك سهل عليه يسير، فإنه يؤمن بالرسالة والقرآن ويحرص على المحافظة على الصلوات.
فإن قيل: إن أهل الكتاب يؤمنون باليوم الآخر وهم مع ذلك لا يؤمنون بالقرآن فالجواب: أن إيمانهم باليوم الآخر إيمان غير صحيح فلا يعتد به لأنهم لا يؤمنون ببعث الأجسام وإنما يزعمون أن البعث للأرواح فقط، ولذلك قال -عز وجل- في سورة التوبة: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} [التوبة:29].
تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص27
-
2024-06-25 توحيد الربوبية وضلال الكفار
-
2024-06-25 بداية دخول الشرك على البشرية
-
2024-06-25 بيان ضلال نظريات فرويد
التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق