ترتيب المفاعيل في قوله: {وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ} في غاية الفصاحة

2020-09-02
ترتيب المفاعيل في قوله: {وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ} في غاية الفصاحة
الفائدة الثامنة والثمانون من لطائف قرآنية من تفسير سورة الأنعام من كتاب تجريد التأويل لفضيلة الشيخ عبد القادر شيبة الحمد والتي تدور حول ترتيب المفاعيل في قوله: {وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ} في غاية الفصاحة.

وقوله -تبارك وتعالى-: {وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ} [الأنعام: 113]، عطف على غرورا المفعول لأجله، أي: ليَغُرُّوا ولتصغى، وما بينهما اعتراض، كأنه قيل: يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول؛ ليَغُروهُم به ولتميل إليه أفئدتهم وليرضوه لأنفسهم بعدَ ما مَالَتْ إليه أفئدتهم، وليقترفوا أي: وليكتسبوا بموجب ارتضائهم له ما هم مقترفون له من القبائح.

قال أبو حيان رحمه الله: ترتيب هذه المفاعيل في غاية الفصاحة؛ لأنه أوَّلاً يكون الخداع فيكون الميل، فيكون الرضا، فيكون الفعل؛ أي: الاقتراف، فكلُّ واحد مُسَبَّبٌ عما قبله ا ه.

تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص59

التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق