كمال الدين في ذاته، وكماله في أنه مُنَزَّلٌ من عند الله بالحق
وفي قوله -تبارك وتعالى-: {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [الأنعام: 115]، بشارةٌ لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- وللمؤمنين بكمال الدين وانتصار الإسلام، وبيانٌ بأن هذا الكتاب المنزل على محمد -صلى الله عليه وسلم- كامل من حيث ذاته، كما هو كامل من حيث إنه مُنَزَّلٌ من عند الله بالحق، وإشارة إلى أنه محفوظ من التغيير والتبديل ولن يستطيع أحد الزيادة فيه أو النقصان منه، كما قال -عز وجل-: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر: 9]، والمراد بكلمة الله هنا القرآن الكريم إذ قد تطلق الكلمة ويراد بها الكلام كما قال ابن مالك في ألفيته: وكلمة بها كلام قد يُؤَم.
ومعنى قوله -عز وجل-: {صِدْقًا وَعَدْلًا}، أي: صدقاً في الأخبار وعدلاً في الأحكام، فكلُّ ما أخبر به القرآن فهو حق لا مرية فيه ولا شك، وكل ما أمر به فهو العدل والميزانُ والقسط، وكلُّ ما نهى عنه فهو باطل، وهو لا يأمر إلا بالمصلحة ولا ينهى إلا عن المفسدة، ومعنى: {لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ}، أي: لا رادَّ لقضائه، ولا مُغيِّر لحكمه، ولا خُلْفَ لوعده، وكل ما أخبر به فهو كائن وواقع في حينه وأجله الذي أخبر الله أنه واقع فيه.
تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص59-60
-
2024-06-25 توحيد الربوبية وضلال الكفار
-
2024-06-25 بداية دخول الشرك على البشرية
-
2024-06-25 بيان ضلال نظريات فرويد
التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق