الجن ملزمون بالإيمان بالأنبياء والرسل الذين بعثهم الله إلى الإنس

2020-09-02
الجن ملزمون بالإيمان بالأنبياء والرسل الذين بعثهم الله إلى الإنس
الفائدة مائة وخمسة من لطائف قرآنية من تفسير سورة الأنعام من كتاب تجريد التأويل لفضيلة الشيخ عبد القادر شيبة الحمد والتي تدور حول أن الجن ملزمون بالإيمان بالأنبياء والرسل الذين بعثهم الله إلى الإنس.

وقوله -عز وجل-: {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا شَهِدْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ} [الأنعام: 130]، تقرير للجن والإنس الذين كفروا يعلنونه في عرصات القيامة، يقرون فيه بأن الله -عز وجل- أرسل إليهم الرسل وأنزل الكتب المشتملة على الترغيب والترهيب، وبيان الحق من الباطل، والمعاد والحشر، ومآل المؤمنين والكافرين يوم القيامة، كما يعلنون في هذا الموقف العصيب الرهيب أنهم غرتهم الحياة الدنيا بشهواتها الفانية وشياطينها الذين زخرفوا لهم القول غرورا حتى كفروا بالله وكذبوا المرسلين.

والاستفهام في قوله -عز وجل-: {أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ}، للتقرير، وقوله -عز وجل-: {رُسُلٌ مِنْكُمْ}، أي: منذرون تعرفون لسانهم وتفهمون كلامهم كما قال -عز وجل-: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ} [إبراهيم: 4].

وقد أشار القرآن في غير موضع إلى أن الجن كانوا ملزمين بالإيمان بالأنبياء والرسل الذين بعثهم الله -عز وجل- إلى الإنس، حيث يقول -تبارك وتعالى-: {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ (29) قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ (30) يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (31) وَمَنْ لَا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءُ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [الأحقاف: 29-32]، وقال -عز وجل-: {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2) وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا} [الجن: 1-3].

تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص77-78

التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق