الإيمان عند نزول العذاب بالمكذبين لا ينفعهم
ومعنى قوله -عز وجل-: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا} [الأنعام: 158]، أي: لماذا لم يسارع هؤلاء إلى الدخول في الإسلام، وقد كشفت لهم كل شبهة من الشبهات التي يتعللون بها؟ وماذا ينتظرون؟ هل ينتظرون أن يعاينوا عقاباً من الله ينزل بهم في الدنيا فإذا رأوه آمنوا؟ أو ينتظرون عقاب الله لهم في الدار الآخرة؟ هل يرغبون في تقليد بني إسرائيل الذين قالوا لموسى -عليه السلام-: لن نؤن=من لك حتى نرى الله جهرة، فأخذتهم الصاعقة وهم ينظرون؟
إن الإيمان عند نزول عذاب الله بالمكذبين لا ينفعهم، كما قال -عز وجل-: {فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ} [يونس: 98]، وكما قال -عز وجل-: {فَهَلْ يَنْتَظِرُونَ إِلَّا مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ قُلْ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ (102) ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ} [يونس: 102-103].
كما أن الإيمان عند مجيء الله لفصل القضاء بين العباد يوم القيامة لا ينفع من مات على الكفر، كما قال -عز وجل-: {وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا} [النساء: 18].
تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص122
-
2024-06-25 توحيد الربوبية وضلال الكفار
-
2024-06-25 بداية دخول الشرك على البشرية
-
2024-06-25 بيان ضلال نظريات فرويد
التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق