الإيمان بوزن الأعمال وقدرة الله على قلب الأعراض أجساماً
قوله -تبارك وتعالى-: {وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (8) وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ} [الأعراف: 8-9]، بعد أن أثبت الله -عز وجل- أن يسأل الأمم والرسل ويحاسبهم على ما عملوا؛ أثبت هنا أن يزن أعمال عباده الوزن الحق إظهاراً لعدله، لينكشف للعباد ما قدَّموا من الأعمال في دنياهم وتظهر جميع الأشياء بحقائقها وبأوصافها وأحوالها على ما هي عليه في أنفسها من الحُسن أو القبح.
وقد آمن أهل السنة والجماعة بما جاء عن الله، وبما جاء عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من أن الله -تبارك وتعالى- يضع الموازين القسط ليوم القيامة، وأن أعمال العباد توزن فلا تُظْلَمُ نفسٌ شيئاً وإن كان مثقال حبة من خردل، كما قال -عز وجل-: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ} [الأنبياء: 47]، وقال -عز وجل-: {فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ (6) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (7) وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ (8) فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ (9) وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ (10) نَارٌ حَامِيَةٌ} [القارعة: 6-11]، وكما قال -عز وجل-: {فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ (101) فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (102) وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ} [المؤمنون: 101-103].
وقد أنكر بعض أهل الأهواء الميزان ووزن الأعمال يوم القيامة بدعوى أن الأعمال أعراضٌ لا تقبل الوزن وإنما يقبل الوزنَ الأجسام، وقد جهل هؤلاء أن الله قادر على قلب الأعراض أجساماً كما صح الخبر عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه يؤتى بالموت كبشاً فيوقف بين الجنة والنار فَيُذْبَحُ ويقال: خلود لا موت.
تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص143-145
-
2024-06-25 توحيد الربوبية وضلال الكفار
-
2024-06-25 بداية دخول الشرك على البشرية
-
2024-06-25 بيان ضلال نظريات فرويد
التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق