تجاوز حد الاعتدال إسراف يبغضه الله
وقوله -تبارك وتعالى-: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} [الأعراف: 31]، أي: وتناولوا ما تيسر لكم من الأطعمة الطيبة والأشربة المباحة التي لا غنى لكم عنها في الحياة الدنيا لتقيم أصلابكم ولتتلذذوا بها من الضروريات والكماليات، والزموا حدَّ الاعتدال لأن تجاوز حد الاعتدال إسراف يبغضه الله ويبغض مقترفيه، فمن أكل من الطيبات إذا أحسَّ بالجوع، وكفَّ عن الأكل إذا شعر بالشبع وإن كان يستلذ الزيادة لم يكن مسرفاً في أكله، ومن شرب من الطيبات إذا أحسَّ بالعطش واكتفى بما يزيل عطشه لم يكن مسرفاً في شربه، والمعوَّل عليه في الإنفاق عُرْفُ المعتدلين على قدر يسرهم وعُسْرهم، فمن تجاوز طاقته مباراة لمن هم أغنى منه كان مسرفاً، يُعرِّضُ نفسه لسخط الله، وتؤول حالُه إلى اللَّوم والحسرة كما قال -عز وجل-: {وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا} [الإسراء: 29].
تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص167
-
2024-06-25 توحيد الربوبية وضلال الكفار
-
2024-06-25 بداية دخول الشرك على البشرية
-
2024-06-25 بيان ضلال نظريات فرويد
التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق