أهمية الإقرار بتوفيق الله للمؤمنين بالهداية وأنه لولا هداه ما اهتدوا

2020-09-03
أهمية الإقرار بتوفيق الله للمؤمنين بالهداية وأنه لولا هداه ما اهتدوا
اللطيفة الثالثة والثلاثون من تفسير سورة الأعراف من كتاب تجريد التأويل للشيخ عبد القادر شيبة الحمد حول أهمية الإقرار بتوفيق الله للمؤمنين بالهداية وأنه لولا هداه ما اهتدوا.

وقوله -تبارك وتعالى-: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [الأعراف: 43].

وفي إقرارهم بأنهم لولا أن الله وفقهم ما هُدُوا إلى سلوك الصراط المستقيم، وفي مناداتهم بأنهم أُورثوا الجنة بعملهم؛ تأكيد على أهمية فضل العمل بطاعة الله وطاعة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، مع التنبيه على كمال فضل الله عليهم بتوفيقه لهم حيث أسكنهم الجنة على أعمال هو الذي وفقهم لها، ولولا هُدَاهُ ما اهْتَدَوْا، وهو شبيه بقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ} [التوبة: 111] الآية، فقد سمى الله ذلك بيعاً مع أنه عَوَّضَهُم على نفوس هو خالقها وأموالٍ هو رازقها، وقد أشار إلى ذلك رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-، فقد روى البخاري ومسلم واللفظ للبخاري من حديث عائشة رضي الله عنها عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (سدِّدوا وقاربوا وأبشروا، فإنه لا يُدْخِلُ أحداً الجنة عَمَلُهُ)، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: (ولا أنا إلا أن يتغمدني الله بمغفرة ورحمة).

تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص182-183

التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق