شدة حسرة أهل النار

2020-09-03
شدة حسرة أهل النار
اللطيفة السابعة والثلاثون من تفسير سورة الأعراف من كتاب تجريد التأويل للشيخ عبد القادر شيبة الحمد حول شدة حسرة أهل النار.

ثم ذكر -عز وجل- مشهداً آخر من مشاهد القيامة فقال: {وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ}، إلى قوله -عز وجل-: {فَالْيَوْمَ نَنْسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا وَمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ} [الأعراف: 50-51].

أي: واستغاث أهل النار بأهل الجنة قائلين لهم: أفرغوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله من الطعام وأنهار اللبن والعسل والفواكه، فيجيب أهلُ الجنة أهل النار بأن الله حرم شرابَ أهل الجنة وطعامها على الكافرين الذين كفروا بالله ورسله، والذين اتخذوا دين الله الذي أرسل به رسله سخرية ولعباً، وخدعهم عاجل ما كانوا فيه من العيش والدَّعَة عن الأخذ بنصيبهم من الآخرة حتى ماتوا على ضلالتهم، قال تعالى: فاليوم نتركهم في العذاب كما تركوا العمل في الدنيا للقاء الله يوم القيامة، وكما كانوا بآيات الله يجحدون فيكذبون الرسل ولا يصدقون بلقاء الله -عز وجل- ويرفضون جميع حجج الله وآياته التي أيد بها رسله، وأقامها برهاناً على أن قوله الصدق ووعده الحق، وأن من يشرك بالله فقد حرَّم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار.

تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص188-189

التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق