المتدبر لآيات القرآن يوقن أنه تنزيل من حكيم عليم
ومعنى قوله -تبارك وتعالى-: {وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [الأعراف: 52]، أي: ولقد بعثنا إليهم مع رسولنا بكتاب أوضحنا فيه للعباد جميع ما يحتاجون إليه في معاشهم ومعادهم، وبيَّنا فيه ما يحبه الله ويرضاه، وما يكرهه ويبغضه، وبشرنا فيه المطيعين بالجنة وكريم نعيمها، وحذرنا العاصين من النار وأليم عقابها، ونبهنا إلى أسرار الكون وغيوب الماضي والحاضر والمستقبل، وما يشتمل عليه من أسماء الله الحسنى وصفاته العلى، ولا شك ان المتدبر لآيات هذا الكتاب وجُمَلِهِ وحروفه يوقن أنه تنزيل من حكيم عليم قد أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير، يهدي الله به أصحاب الفطر السليمة والعقول المستقيمة فيدخلون في رحمة الله ويؤمنون بكتاب الله ورسول الله، ويسلكون الصراط المستقيم.
وقد أثنى الله -تبارك وتعالى- على القرآن العظيم في مواضع من كتابه الكريم بأنه أنزله الله بعلمه، كما قال -عز وجل-: {لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلَائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا} [النساء: 166]، وكما قال -عز وجل-: {فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [هود: 14]، وكما قال -عز وجل-: {قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا} [الفرقان: 6].
تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص191
-
2024-06-25 توحيد الربوبية وضلال الكفار
-
2024-06-25 بداية دخول الشرك على البشرية
-
2024-06-25 بيان ضلال نظريات فرويد
التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق