قلوب الكافرين عُميت عن الحق؛ لإصرارهم على كفرهم
ومعنى قوله -عز وجل-: {إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا عَمِينَ} [الأعراف: 64]، أي: إن قوم نوح الذين كذبوا وأصروا على الكفر مع طول المدة التي لبثها فيهم وكثرة نصحه لهم بالليل والنهار وفي السر والعلانية، كما قال -عز وجل- في سورة نوح: {قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا (5) فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا (6) وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا (7) ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا (8) ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا} [نوح: 5-9]، فانتقم الله -عز وجل- منهم، وسلط عليهم الطوفان لأن قلوبهم قد عميت عن الحق، وانطمست بصائرهم عن معرفة الله -عز وجل- والإيمان به وبرسوله -صلى الله عليه وسلم-، يقال: رجلٌ عَمٍ، إذا كان أعمى القلب وجمعه: عَمُونَ، ويطلق كذلك على من انغلق عليه الأمر وجهل عاقبته كما قال زهير بن أبى سلمى المزني في معلقته المشهورة:
وأعلم ما في اليوم والأمس قبله ..... ولكنني عن علم ما في غد عَمِ
تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص206
-
2024-06-25 توحيد الربوبية وضلال الكفار
-
2024-06-25 بداية دخول الشرك على البشرية
-
2024-06-25 بيان ضلال نظريات فرويد
التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق