كل أمة انقادت لله فاضت عليها الخيرات وعمَّها الأمن والاستقرار

2020-09-23
كل أمة انقادت لله  فاضت عليها الخيرات وعمَّها الأمن والاستقرار
اللطيفة الثانية والثمانون من تفسير سورة الأعراف من كتاب تجريد التأويل للشيخ عبد القادر شيبة الحمد حول كل أمة انقادت لله فاضت عليها الخيرات وعمَّها الأمن والاستقرار.

وقوله -تبارك وتعالى-: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [الأعراف: 96]، ترغيب في الإيمان والتقوى وترهيب من الكفر والتكذيب بالرسل، أي: ولو أن هذه الأمم وأصحاب هذه المدائن صدقت بربها وخافت من عقابه وآمنت بما أرسل الله -عز وجل- لها من رسول وانقادت لما يأمرها الله -عز وجل- به وعملت بشريعة الله -تبارك وتعالى- لفتح عليهم أبواب الخيرات وتابع عليهم سعة أرزاقهم فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأمدَّهم بأموال وبنين وجعل لهم جنات وأنهارا، ولأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم ولفاضت عليهم البركات من الأرض بالنبات والثمار وكثرة المواشي والأنعام، كما قال -عز وجل-: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأَدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ (65) وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ} [المائدة: 65-66].

ومن الأمور المجربة أن كل أمة طبَّقت شريعة الله -عز وجل- وانقادت لأوامر الله ونواهيه ووقفت عند حدوده فاضت عليها الخيرات والبركات وعمَّها الأمن والاستقرار، وأنها إذا ابتعدت عن تطبيق شريعة الله أذاقها الله -عز وجل- لباس الجوع والخوف، كما قال -عز وجل-: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ (112) وَلَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْهُمْ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ وَهُمْ ظَالِمُونَ} [النحل: 112-113].

تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص240-241

التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق