المراد بمكر الله ما يستدرج به أعداءه من النعم ثم أخذهم بغتة
والاستفهام في قوله: {أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى} [الأعراف: 97]، وفي قوله: {أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى} [الأعراف: 98]، وفي قوله: {أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ} [الأعراف: 99]، للتوبيخ والتقريع، والفاء في قوله: {أَوَأَمِنَ} [الأعراف: 98]، للعطف على مقدر يقتضيه المقام، وكذلك الواو في قوله: {أَوَأَمِنَ}، وكذلك الفاء في قوله: {أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ}.
والمراد بمكر الله ما يستدرج به أعداءه من النعم حتى إذا فرحوا بما أُوتوا أخذهم بغتة فإذا هم مبلسون، كما قال -عز وجل-: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ (42) فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (43) فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ (44) فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الأنعام: 42-45].
تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص241-242
-
2024-06-25 توحيد الربوبية وضلال الكفار
-
2024-06-25 بداية دخول الشرك على البشرية
-
2024-06-25 بيان ضلال نظريات فرويد
التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق