الاشتغال بعبادة غير الله باطلٌ وضائع

2020-09-23
الاشتغال بعبادة غير الله باطلٌ وضائع
اللطيفة المائة وثلاثة من تفسير سورة الأعراف من كتاب تجريد التأويل للشيخ عبد القادر شيبة الحمد حول الاشتغال بعبادة غير الله باطلٌ وضائع.

ومعنى قوله -عز وجل-: {فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ (138) إِنَّ هَؤُلَاءِ مُتَبَّرٌ مَا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأعراف: 138-139]، أي: وبعد أن قطعنا ببني إسرائيل البحر بعد هذه الآيات الكبار التي شاهدوها ورأوها بأبصارهم في فلق البحر لهم وإغراق عدوهم فلم تزجرهم تلك الآيات ولم ينتفعوا بهذه العِبَر ولم يتعظوا بهذه المواعظ المبصرة التي صنعها الله -عز وجل- لهم؛ فما أن خرجوا من البحر حتى مرُّوا بقوم عاكفين على أصنام لهم يلازمونها ويقيمون حولها ويعبدونها من دون الله، فقال بعض جهلة بني إسرائيل لموسى -عليه السلام-: اتَّخذ لنا صنما نعبده كما يعبد هؤلاء أصنامهم وتماثيلهم، فوبخهم موسى -عليه السلام-، ونبَّههم إلى أن هذا الطلب جهالةٌ منكم، فإن العبادة لا تنبغي ولا تصح إلا لله الواحد القهار، إنكم أيها القوم تجهلون عظمة الله وحقه في أن يُفْرَد بالعبادة وأن يُخصَّ بالألوهية فكيف لا تعلمون أنه لا إله إلا الله، وأن الإقرار بكلمة التوحيد يقتضي أن لا يُصْرف شيء من العبادة مهما كان إلا لله وحده لا شريك له.

إن هؤلاء العاكفين على أصنامهم مُتْبَّرٌ ما هم فيه وباطل ما كانوا يعملون، أي: هالك فاسد، مضمحل زائل لا يعود على أهله إلا بالشر ولا يجلب شيئاً من الخير لهم، فكلُّ عبادة لغير الله باطلة، والله أغنى الشركاء عن الشرك، فمن أشرك معه غيره ردَّهُ وشِرْكَهُ وأحبط عمله.

تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص270-271

التصنيفات

التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق