قوله تعالى: {وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً} تعبير في غاية الدقة
ومعنى قوله -عز وجل-: {وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً} [الأعراف: 142]، أي: وأوحينا إلى موسى أن يهيئ نفسه لمناجاتنا وكلامنا وتلقِّي التوراة منا بلا واسطة في موعد وقَّتْنَاه له بثلاثين ليلة وعشر ليال فَبَلَغ الميقات أربعين ليلةً، وفي هذا التعبير من الدقة ما ليس فيما لو قال: واعدناه شهراً وعشر ليال، لأن الشهر القمري قد يكون تسعاً وعشرين ليلة كما يكون ثلاثين ليلة، كما أن الشهر عند القبط قد يكون ثلاثين ليلة، وقد يكون إحدى وثلاثين ليلة، والأشهر التي تتعلق بها العبادات هي الأشهر الهجرية، كما قال -عز وجل-: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ} [البقرة: 189]، وثبوتها يكون مبنياً على رؤية الهلال، ويحتاج إلى تحريه.
وقد أراح الله -عز وجل- موسى -عليه السلام- من انتظار رؤية الهلال وتحريه لأن الله العليم الخبير يعلم أن هذا الشهر من الميقات المؤقت لموسى -عليه السلام- هو ثلاثون ليلة وليس تسعاً وعشرين ليلة.
تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص276-277
-
2024-06-25 توحيد الربوبية وضلال الكفار
-
2024-06-25 بداية دخول الشرك على البشرية
-
2024-06-25 بيان ضلال نظريات فرويد
التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق