قولهم: {اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ} إنما هو طلب بعض جهلتهم
ولا شك أنه لم يكن كلُّ بني إسرائيل قد طلب إلهاً آخر، وإنما هو طلب بعض جهلتهم، وقد ذكر كثير من المفسرين ومؤلفي السيرة النبوية خبراً من طريق معمر عن الزهري عن سنان بن أبي سنان الديلي عن أبي واقد الليثي قال: خرجنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قِبَلَ حُنَيْن فمررنا بسدرة، فقلت، يا نبي الله اجعل لنا ذات انواط كما للكفار ذاتُ أنواط، وكان الكفارُ ينوطون سلاحهم بسدرة ويعكفون عليها، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (الله أكبر، هذا كما قال بنو إسرائيل لموسى: اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة، إنكم تركبون سنن من كان قبلكم).
قال ابن كثير في تفسيره: أورده ابن جرير ورواه ابن أبي حاتم من حديث كثير بن عبدالله بن عمرو بن عوف المزني عن أبيه عن جده مرفوعاً. ا ه
أقول: قال الحافظ ابن حجر في التقريب: كثير بن عبدالله بن عمرو بن عوف المزني ضعيف في السابعة، منهم من نسبه إلى الكذب. ا ه
فإن صح الخبر حُمِلَ على أنه قول واحد من حدثاء العهد بالجاهلية كما جاء مصرحاً به في رواية عن أبي واقد الليثي قالوا: وقد كان لكفار قريش ومن سواهم من العرب شجرة عظيمة خضراء يقال لها: ذات أنواط يأتونها كل سنة فَيُعَلِّقُونَ عليها أسلحتهم، ويذبحون عندها، ويعتكفون عليها يوما، قال أبو بكر الطرطوشي المالكي: فانظروا رحمكم الله أينما وجدتم سدرةً أو شجرة يقصدها الناس ويعظمونها ويرجون البرءَ والشفاء من قِبَلِها فاقطعوها. ا ه.
تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص271-272
-
2024-06-25 توحيد الربوبية وضلال الكفار
-
2024-06-25 بداية دخول الشرك على البشرية
-
2024-06-25 بيان ضلال نظريات فرويد
التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق