سعة رحمة الله وعظيم عفوه لمن أقبل إليه بقلب تائب

2020-09-23
سعة رحمة الله وعظيم عفوه لمن أقبل إليه بقلب تائب
اللطيفة المائة وعشرون من تفسير سورة الأعراف من كتاب تجريد التأويل للشيخ عبد القادر شيبة الحمد حول سعة رحمة الله وعظيم عفوه لمن أقبل إليه بقلب تائب.

ومعنى قوله -عز وجل-: {قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ} [الأعراف: 156]، أي: قال الله تعالى مجيباً لموسى -عليه السلام- مبيِّناً له أن يعاقب من يشاء من عصاة عباده ويعفو عمن يشاء، لا راد لقضائه ولا معقب لحكمه، ولا يظلم ربك أحدا، وأن رحمة الله غلبت غضبه، وأنها وسعت كل شيء في الدنيا، حيث أنزل -عز وجل- جزءاً من مائة جزء من رحمته إلى الأرض، فمن هذا الجزء من رحمة الله يتعاطف الخلق ويتراحمون وبها تعطف الوحش على ولدها، وأمسك عنده تسعا وتسعين رحمة خص بها عباده المؤمنين يوم القيامة، فقد روى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لما خلق الله الخلق كتب في كتاب فهو عنده فوق العرش: إن رحمتي تغلب غضبي)، وفي رواية: (غلبت غضبي)، وفي راية: (سبقت غضبي)، كما روى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (جعل الله الرحمة مائة جزءٍ، فأمسك عنده تسعة وتسعين، وأنزل في الأرض جزءا واحدا، فمن ذلك الجزء تتراحم الخلائق، حتى ترفع الدابة حافرها عن ولدها، خشية أن تصيبه).

تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص293-294

التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق